Edit Content

من نحن

حزب الرخاء هو حزب سياسي مصري يسعى إلى بناء دولة حديثة قائمة على الحرية والمواطنة وسيادة القانون. ينطلق الحزب من رؤية تهدف إلى أن تصبح مصر ضمن أفضل عشر دول في العالم من حيث التقدم والرخاء والعدالة الاجتماعية.
يرتكز الحزب على مبادئ الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، والفصل بين السلطات، ودعم الاقتصاد الحر القائم على الابتكار وريادة الأعمال. ويؤمن الحزب بأن قوة الدولة تبدأ من تعزيز الحريات، وتحقيق المساواة بين جميع المواطنين، وتوفير مناخ سياسي شفاف يشارك فيه الجميع دون تمييز.

يعمل حزب الرخاء على تقديم برنامج شامل يجمع بين الحداثة السياسية، والسلام الاجتماعي، والنهضة الاقتصادية، بهدف بناء وطن قوي قادر على تحقيق طموحات شعبه وصناعة مستقبل يليق بمكانة مصر وتاريخها.

اتصل بنا

 حوار صحفى مع مؤسس حزب الرخاء

حوار صحفي مع مؤسس حزب «الرخاء» محمد ياقوت

أجرى الحوار: المدون كرم الشاعر


سؤال. متى راودتك فكرة تأسيس حزب سياسي؟
محمد ياقوت: الفكرة نبتت في السجن. هناك كتبنا دستور التأسيس وبرنامج الحزب أيضاً. أرى أن السجون يمكن أن تكون حاضنة للإبداع الخلاق. لكن طبعاً لم تكن تجربتي السياسية قد بدأت من السجن؛ سبق لي أن شاركت سياسياً قبل ثورة يناير، وقرأت برامج الأحزاب المختلفة. تعرضت للاعتقال في حملات سابقة على المدونين ومدوني الرأي، ودافعت عني مؤسسات حقوقية في حينها.


سؤال. هل ترى أنك قادر على إغناء الساحة السياسية وفتح المجال العام مجدداً؟
ياقوت: أعتقد أن لدي القدرة على خدمة الوطن، لكن مسؤولية إغناء الساحة السياسية هي مهمة جماعية لا فردية. العمل السياسي عمل أمة، والنهوض مسؤولية مشتركة. إن كان لي فضل سابق فالعبرة بالصدق والنزاهة لا بالأسبقية.


سؤال. هل تعتقد أن البلاد بحاجة إلى أحزاب جديدة لاسيما حزب علماني كما تقترح؟
ياقوت: الأحزاب السياسية ضرورة لخلق مناخ سياسي صحي، والوطن بحاجة لهذا المناخ. نحتاج لإكمال الخط الليبرالي منذ عصر سعد زغلول، بعد تعطل الحياة الحزبية وتفرد حركة الضباط الأحرار بالسلطة.


سؤال. لماذا لم تنضم إلى أحد الأحزاب الليبرالية القائمة؟
ياقوت: في الواقع لا يوجد حزب ليبرالي قوي في مصر اليوم. لدي تجارب سابقة مع أحزاب عدة، قبل وبعد الثورة، لكنها لم تكن مكتملة أو مقنعة. التجربة الحزبية الصحيحة لا تُبنى على إيديولوجيات إقصائية؛ هدف الحزب الناجح أن يجمع الناس حول قضية مشتركة.


سؤال. لماذا قررت تأسيس حزب وأنت داخل السجن؟
ياقوت: من قلب المعاناة تأتي الأفكار الملهمة والمشاريع الخلاقة. لو لم أكن في السجن ربما لم أخرج بهذه الفكرة. سجني تحوّل إلى ورشة عمل فكرية أجابني عن أسئلة وجودية كانت تؤرقني. الحرية هي القمة التي يمتلكها الإنسان؛ وهي أساس بناء الحضارة ونهضة الأمة. حزبنا يقوم على أربعة مبادئ: الديمقراطية، والحرية، والسلم الاجتماعي، والنهضة الاقتصادية — وهي أساس أي دولة ناجحة.


سؤال. هل تسعى لمجد شخصي؟
ياقوت: أسعى لمجد وطني ونهضة أمتي. أطمح إلى أن تصبح الحرية وحقوق الإنسان ثقافة وسلوكاً في كل أركان الدولة، إلى جانب الديمقراطية والسلم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية.


سؤال. ما سبب دخولك السجن؟
ياقوت: قد يصعب عليك تصديق ما سأقوله: ليس لدي سبب واضح للسجن. أمضيت سنوات حبس احتياطياً دون أن أمثل أمام قاض. كثيرون يعانون من اتهامات ملفقة تُسجن بسببها أرواح بريئة ومشروعات تُصادر. قصتي كانت اقتحاماً للمنزل فجراً، تفتيشاً وحضّاً على فتح خزائن، وتهديدات لفظية وجسدية، ثم احتجازاً قسرياً في أماكن أمنية، وصولاً إلى توجيه تهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية دون دليل واضح. هذا ما حدث معي ومع آخرين كثيرين.

(تفصيل الحادثة ورد في رواية ياقوت التي سرد فيها اقتحام منزله وسلب ممتلكات الأسرة واحتجازٍ قسري وإجراءات تحقيقيّة من جهات أمنية.)


سؤال. كيف تؤسس حزباً علمانياً وأنت متهم بالانضمام لجماعة إرهابية؟
ياقوت: للتذكير: المتهم بريء حتى تثبت إدانته. تهمة الانضمام للجماعات الإرهابية أصبحت توجَّه لعدد كبير من سجناء الرأي. أنا ضد الإرهاب بكل أشكاله، وكتاباتي ومبادراتي تشهد على فكرٍ حرٍ مستنير رافض للعنف. لماذا أكون إرهابياً؟


سؤال. ما موقفك من النظام الحاكم؟
ياقوت: أنا أدعم الوطن مهما كانت الظروف، ومبادراتي السابقة كانت دعماً للدولة. لكن ثمة فخ الشك الذي يقع فيه من يحبون وطنهم: أحياناً يُساء فهمهم أو تُساء استغلال سلطات. أؤمن أن المعارضة السلمية ليست إرهاباً، والدولة يجب أن تستفيد من كل كفاءاتها.


سؤال. موقفك من الصراع العربي–الإسرائيلي؟
ياقوت: السلام والتعايش والاحترام المتبادل. نوجه جهودنا لإصلاح شأننا الداخلي وبناء دولة ديمقراطية حرة، وننافس دول العالم في التقدم العلمي والتكنولوجي بدلاً من الدخول في صراعات.


سؤال. قرأت أن حزبكم يتبنّى فكرة وادي «سيليكون» في مصر، أليس ذلك طموحاً كبيراً لحزب سياسي؟
ياقوت: حزبنا سيجذب رواد الأعمال الليبراليين الداعمين لأسواق حرة. مشروع وادي السيليكون ضمن ملف النهضة الاقتصادية للحزب، وهو يهدف لخلق مناخ اقتصادي جذاب للكفاءات ورؤوس الأموال.


سؤال. ماذا لو رفضت لجنة شؤون الأحزاب تسجيل حزبكم؟
ياقوت: لجنة شؤون الأحزاب لجنة وطنية نثق في نزاهتها، ونراهن على ذلك. نحن حزب علماني ليبرالي مستقل، ولسنا حزباً دينياً أو عسكرياً.


سؤال. عملك في السياحة يساعدك على العمل السياسي؟
ياقوت: بالطبع. السياحة علمتني التعايش مع الآخر، وقبول الثقافات المختلفة. مصر مقصدٌ لشعوب متعددة، وهذا يرسخ مبادئ الحوار الحضاري والتعايش، وهي قيم أساسية في العمل السياسي.


سؤال. موقفكم من الأقليات الدينية؟
ياقوت: أرفض مصطلح «الأقليات الدينية» إذا كان يقترن بأية منزلة أدنى. في الدولة العلمانية لا توجد أقليات، بل مواطنون متساوون أمام القانون. المواطنة تعني المساواة الكاملة بلا تمييز.


سؤال. ما موقفكم من مشاركة المرأة؟
ياقوت: المرأة شريك كامل في الحزب ومجتمعه. لا مانع لدينا أن تتولى المرأة أعلى المناصب—رئاسة الدولة، رئاسة الوزراء، الوزارات. المجتمعات التي منحت المرأة مكانة تحظى عادةً بسلام وعدالة اجتماعية أفضل.


سؤال. ماذا تقصد بـ«المواطنة»؟
ياقوت: المواطنة هي المساواة التامة أمام القانون وحياد الدولة تجاه الانتماءات الدينية أو العرقية. كرامة المواطن هي كرامة الوطن، ويجب أن تصبح المواطنة ثقافة وسلوكاً عامّين.


سؤال. هل الشعب المصري جاهز لدولة علمانية؟
ياقوت: لا يحق لأحد أن يفرض رأيه على الشعب. العلمانية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة؛ هما ضرورة للحياة العامة كما الشمس ضرورة للحياة. قد توجد مقاومات أو مفاهيم مشوهة، لكن الفكرة ستجد مسارها تاريخياً إن وُضعت على أسس واضحة.


سؤال. هل لديكم خطة لسداد ديون مصر؟
ياقوت: نعم، ملف الاقتصاد في برنامج الحزب متكامل. لدينا مبادرة وطنية نقدمها للحكومة لتمويل مشاريع كبرى وجذب استثمارات تعيد ضخّ السيولة عبر مشاريع إنتاجية وبنى تحتية.


سؤال. هل سيترشح حزبكم لرئاسة الجمهورية؟
ياقوت: لا أسعى شخصياً لرئاسة الجمهورية. أريد حزباً يدعم الدولة وناصحاً لها. قرارات الترشح شأن داخلي للحزب في حينه.


سؤال. هل لديكم خطة لمواجهة البطالة؟
ياقوت: نعم، لدينا عشر توصيات تشمل تطوير التعليم ليتوافق مع سوق العمل، إرسال بعثات علمية، شراكات جامعية دولية، حاضنات أعمال في الجامعات، دعم المشاريع الصغيرة وتسهيل التمويل، منح أراضٍ للمبادرات الزراعية، تطوير التعليم الفني بنموذج ألماني، وتفعيل منظومة التوظيف بالتنسيق بين القطاع العام والخاص.


سؤال. خطة مكافحة التضخم؟
ياقوت: دعم استقلالية البنك المركزي عن الضغوط السياسية ومنح السلطة النقدية حرية قرارها، وتكثيف جهود الصناعة كمدخل أساسي لمواجهة التضخم الضار.


سؤال. ألا تخشى أن تصطدم مع الدولة كونك مدافع عن الحرية؟
ياقوت: على العكس، دعمي للوطن حقيقي حتى وأنا وراء القضبان؛ لا أزايد بالمعاناة ولا أستثمر سجني لتحقيق مكاسب شخصية.


سؤال. موقفك من حقوق الإنسان؟
ياقوت: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أعظم إنجاز للعقل البشري. حزب علماني حقيقي يُترجم حقوق الإنسان أفعالاً لا أقوالاً.


سؤال. تقييمك للأنظمة السابقة (مبارك–مرسي–الإخوان)؟
ياقوت: لم أشعر بالأمان في أي من هذه الأنظمة. نظام مبارك كان مستبداً وفاسداً؛ أما حكم الإخوان فكان فشلاً وفوضى، وأظهر أن جماعة إيديولوجية ليست بالضرورة قادرة على إدارة دولة.


سؤال. ماذا عن ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟
ياقوت: كلاهما خرج فيها الشعب بأرادته، ولا يمكن إيقاف إرادة الأمة مهما كانت القوة. كل ثورة كان فيها طهارة شعبية وأثرها في التاريخ واضح.


سؤال. هل تسعى الدول التي تحققت فيها العلمانية إلى نماذج مثل أتاتورك أو بن علي؟
ياقوت: كل تجربة لها خصوصيتها. أتاتورك قام بإصلاحات هامة في سياق تاريخي معين، أما بن علي فكان نموذجاً استبدادياً رغم أنه اعتمد سياسات حديثة. نريد نموذجاً ديمقراطياً علمانياً يحترم الحريات ولا يلجأ للاستبداد.


خاتمة
حوارنا مع محمد ياقوت كشف عن مشروع سياسي واضح المعالم: حزبٌ علماني ليبرالي يرتكز على الديمقراطية والحرية والسلم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، ومشروعه يتداخل مع خبرته في السياحة ورؤيته لاقتصادٍ جاذبٍ للمهارات. مفتاح ما طرحه يظل في محوره العملي: ترجمة المبادئ إلى سياسات قابلة للتطبيق، والتعامل مع التحديات الأمنية والقانونية التي يواجهها مؤسسو أحزاب المعارضة في ظروف معقدة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *